عجز الفاعل1



لن أدخل فى معترك نقدى حول رواية "الفاعل"، ولا يجوز لى أن أفعل، وليس السبب لأن أعضاء لجنه التحكيم الموقرة التى منحت حمدى أبو جليل جائزة نجيب محفوظ للأدب الروائى لعام 2008 هم أسماء لامعه وبراقة فى الوسط الثقافى، فهؤلاء أستطيع أن أستخرج من التقارير فى حق الفاعل ما يضارب بعضهم البعض ولكن هذا لا يهمنى.ولكن السبب الأهم لأن القراء – وهم هَم هذة المدونة – تتفاوت أذواقهم وأرائهم حول الرواية لصالح رضاهم عنها، والسبب الآخر هو "يحسب للراوى قدرته على الإمساك بتلابيب القارئ دون هوادة حتى النهاية" حسب تعبير د.هدى وصفى (أحد محكمي الجائزه) والوحيدة التى أحترم رأيها فى الرواية.

قبل دخولى القاعة الشرقية لحضور الحفل الثالث عشر لجائزة الإبداع الروائى بالجامعة الامريكيه ، كنت أعتبر حصول نص الفاعل على جائزة المهندس الادبى والروائى هى إهانة لنجيب محفوظ، دعك من الحملة الفرنسية فهى مثل الجامعة الأمريكية . ما زلت أعتبرها أهانه ولكنها ليست أخر الإهانات التى يوجهها هذا البلد لصاحب نوبل المصرى، فمكتبة لم يتجاوز عمرها عامين تحرص على الاحتفال بمرور عشرين عاما على حصول نجيب محفوظ بالجائزة ولا يتحرك أحد، وورشة الزيتون (أكبر كيان ثقافى مستقل) حرصت على الاحتفاء بة فى ظل غياب المؤسسة الرسمية.

مثلما كان "محمد حسنين هيكل" الجندى الخفى وراء فوز "نجيب محفوظ" بنوبل فهناك شخص يعمل وراء الكواليس يدعون أنه منظر هذا الجيل تسبب فى هذا الشؤم الذى واكب رقم 13 فى عمر الجائزة، وما الاعضاء المحكمين إلا مسوغين لشرعية نتائج رهانات اللعبة، دون أن يدركوا أن نجيب نفسة أقوى وجودا منهم ومن الجامعة الامريكية نفسها. أعتدت أن أرى السياسة فى كل شئ – هكذا علمنى هيكل- والمشهد وواقعة يجعل الاتهام بنظرية المؤامرة مثير للشفقة، فلم يدهشني بأن الأمر كون حمدى من أصل بدوى يدافع عن بدوى أخر أسهم بشكل كبير وراء اللعبة وهى بأختصار رسالة أمريكية للنظام المصري ... أنتهى الكلام.

ما أعجبنى حقاً كلمه أبو جليل بعنوان "مديح العجز"، مَنّ يقرئها يعرف أن حمدى يعي نفسة جيدا والهالة التى وضعوها فيه ستجعلني أشم أنه فى طريقه لأن يصدقهم. يقول حمدى:

"التجاوز يعنى القوه، يعنى القدرة الجبارة على استيعاب قيم جمالية وفكرية ثم تجاوزها ببساطه، وتطور الكتابة- كما أفهمه – يعود فى جانب منه الى الضعف، العجز عن الوفاء لشروط النماذج السابقة"

الرقى هو خطوه إلى الإمام بمعنى التقدم لذا فكل تقدم تطور ولكن ليس كل تطور تقدم، فالفاعل - بمفهوم تطور الكتابة والعجز- هى خطوه الى الوراء أو خطوه فى المكان، تطور الكتابة بهدف التقدم والرقى ليس معناه الوفاء لشروط النماذج السابقة... أقصد النماذج العظيمة السابقة، بل يعنى التجديد، يعنى استيعاب متطلبات العصر الآنى ومفاهيمه والوفاء "لها" لاحتوائها من وجهه نظر ورؤية الكاتب والمبدع ذاته. وعلى هذا فاستيعاب قيم جمالية وفكرية بالإضافة لمتطلبات العصر ومفاهيمه ليست قدره جبارة ينبغي تجاوزها بل على العكس ينبغى هضمها بوعى خاص الكاتب ذاته.

يقول حمدى:

" دائما أتخيل مسار الكتابة على هيئة مجرى مائي بة ربوات عالية، راسخة، وعجز الماء عن المرور فوقها أو تجاوزها يدفعه الى مسارات جديدة تماما بل وأحيانا مناقضة لمجراة القديم"

تشبية ظريف ولكنه يفتقر الى التماسك، الماء- بحسب الطبيعه ولس بحسب تشبيهه- لا يتخذ مسارات أخرى عن عجز بل عن استخدام أساليب جديدة للمرور والتجاوز، حالات قليلة تكون فيها المسارات المنحرفة جديدة تماما أو مناقضة لمجراة القديم لأن الانحراف فى هذة الحالات ضعيف ويتشتت ويموت سريعاً أو على أكثر تقدير يتحول الى بحيرات آسنة، وعادتا المسارات الأخرى ترجع إلى المجرى الاصلى فى تقدمه الى الامام وليس المجرى القديم فى الرجوع للخلف.

وللحديث بقية إذا كان محبرتى مداد


ـــــــــــــــــــــــــــ

لا أعرف السبب وراء إختيارى لهذة الصورة لهذا البوست، ممكن لأنها هدية مناسبة لعيد ميلاد أحدهم الثلاثون وممكن لا، عموما سأحاول أكتشاف السبب الحقيقى فى البوست القادم

خواطر متقاطعه أو الدنيا بقت زحمه جدا ياصديقي


لدى هذة الأيام عدة مشاريع ( مش حاجه كبيره يعنى) ومره واحده أتشبكت. ومش عارف أعمل منها حاجه، فى الأول بعد تدوينتى عن ثلاث الروايات من ميريت، قلت أفصل كلامى وأعمل تدوينه لكل رواية ورأيي المتواضع بها وعرضت هواجسى فى هذا الصدد، لكنى قرأت مقال طارق أمام عن ماركيز وذكرنى هذا بتدوينه عندى عن ماركيز عندى فرجعت أكتب عنه وعملت بعد كدا فاصل مع أغلفه روايات ماركيز بوعد أنى سأكتب ثانية فى نبأ ماركيز 3، لكنى قرأت مقال فاروق عبد القادر عن رواية " أنى أحدثك لترى" فى البديل ل منى برنس فحرقت دمى وهى ضمن الروايات الثلاثه شاغلى وكنت أهم بالرد ولكن الصديقه مى رشحتنى للعمل بأحد دور النشر الجديدة فانشغلت عن كتاباتى بهم. فقلت العيد فتره راحة وأشتغل بقى ففاجئني أحمد عامر بصدور نوفيلا سيد الوكيل " شارع بساده " التى انتظرتها طويلا ولكن هاني فضل أخذها فى غفلة منى ولم أكمل صفحاتها الأخيرة وتأخر شريف مكى (مصمم الغلاف ) عن إيفادى بالغلاف بالتعديلات الجديده عليه للجروب و كمان أكتب كلمتين عنها. ونائل الطوخى وأعتذاره عن المشاركة فى مؤتمر السرد الجديد زاد طيني بله فبعد أن حضرت رد نصحنى دكتور زين أن أتريث قليلا وبعد أن قرأت رد أستاذ سيد الوكيل قدرت كثيرا نصيحة أبوللو. والطريف أن الشاعر أحمد أبو المجد يطلب منى أن أستعد لحضور المؤتمر بصفتى إعلاميا وأحضر اللاب توب (الطريف هو الاب توب!) . على المستوى الشخصى أستطعت الهروب من فخ عائلى عندما زرت أقاربى بالبلد على أثر فقدانى مفاتيحى وأخذتها من أمى قبل الهروب الكبير. أما رحاب إبراهيم التى بعثت لى بنسخ من مجموعتها القصصية من السعوديه بإهدائات لأصدقائنا هنا وطلبت منى بضع عناوين كتب ولظروف إضافية لما سبق لم أستطع الوفاء بكل العناوين المرغوبة. وليس أخيرا هناك من يروج لأشاعه أن حمدي أبو جليل فاز فى مسابقه نجيب محفوظ وعلى لسانى كلمه واحدة من ثلاث حروف أخر مره قلتها سببت لى مشاكل وعنفت نفسى لكى أشكمها ولا أحول الموضوع الى ثأر شخصى بين الروايات الثلاث وكاتبيها ونائل الطوخى يعنى عاوز أكتب فى ميت حاجه وعاوز أقرأ فى ميه غيرهم ومش عارف أفكها


والحل كما يقول أبن سناء الملك

ألا إن شُرابِ المدامِ هُمُ الناسُ و غيرهم فيهم جنونٌ و وسواسُ


وأخر المتمه بيسو بيقول لربيع ويقصدنى:


" احه انت لازم تقرأ الكلام اللى هو بيكتبه عن التافه ماركيز

تحس اثنين بضان تافهين بيعظموا في بعض"

نبأ ماركيز 2





ماركيز من الأدباء الذين صممت على على إنهاء قراءه جميع أعمالهم الأدبية تباعا، فعلت ذلك مع أديبا "نجيب محفوظ" ولكن كان على شكل متفرق وكنت حديث السن وقتها والان بعدما تجاوزت سن الثلاثون، أحتاج لقراءته مره أخرى بشكل أكثر منهجيه وبوعى أنضج، المهم، بعدما انتهيت من ماركيز أنتقلت الى إيزابيل اليندى وعرجت على يوسا وباموق ولكنى عثرت على سراماجو وتقريبا أنا ألان فى منتصف مشواره.

أى رواية جيده بما يكفى وإثارتها للأسئلة، ليس فقط على مستوى الموضوع الذى يطرحه المؤلف والافكار التى يناقشها بل والاهم –بالنسبة لأهل الكار من الأدباء- على مستوى الكتابة ذاتها ... كيف كتبها؟ كيف صنع تلك الشخصية ؟ كيف تطرق إلى هذا الموضوع بهذا الأسلوب ؟ كيف .. كيف...

هذه الأسئلة تشغلني حالما أنتهى من قرائه أي عمل جيد - ويمكن هذا تفسير لصمتي وأستغراقى فى التفكير وسط أصدقائي على المقهى أو بين أخوتي عندما يزورنا زوج أختي – والحقيقة لا يخرجنى من هذة دوامة التفكير والصمت إلا فتاه جميله تعبر الشارع أمام التكعيبة ذاهبة أو عائده من التاون هاوس وروابط أو مسلسل تلفزيوني هايف على قناة النيل للدراما بينما يثرثر زوج أختى مع أمى.

مقدمه ظريفة

ولكنها لن تعفيني من تهمه السطو على طارق أمام

هة

ندخل فى الموضوع

روايه "نبأ أختطاف" لماركيز هى من الروايات التى كتبها بعد حصوله على جائزه نوبل عام 1982، لا يخبرنا المحتوى الانترنتى العربى عن أديب نوبل الكثير ولا حتى القليل ناهيك عن أعماله بينما جابو يحتل نصيب وافر من المعلومات بالانجليزيه ولا عجب، وأيضا إذا تنبهنا الى أن هناك أختلافات تدعوا الى الخزى من ترجمات عناوينه فحتى الان لا نعرف إذا كان "نبأ" أو "خبر" اختطاف.



ملحوظة متقاطعة

أثناء إعدادى لهذة التدوينه، اكتشفت أنى لم أنتهي من ماركيز بعد بعدما شاهدت أغلفه كتبة فى الطبعات المختلفة على الانترنت و سمعت أغنية شاكيرا (التى لم أفهم منها شيئأ) عن فيلم الحب فى زمن الكوليرا وسأعرضهم بعد انتهاء التدوينه.



حتى لا يفر منى الموضوع أقبض على رواية "نبأ أختطاف" والتى تحكى عن أختطاف عدد من الشخصيات المهمة فى كولومبيا من قبل رجال العصابات المواليه ل أسكوبار زعيم مافيا المخدرات التى لم ير أحد وجهه أو شاهده (ألهم إلا بعد القبض عليه) وهذا للضغط على الحكومه لعدم تمرير قانون يقضى بتسليم تجار المخدرات الى الولايات الامريكية المتحده كان اسكوبار صاحب تكتيك لامع يتبع استراتيجية حماية عملياته في كولومبيا، لتطوير عمليات التهريب إلى الولايات المتحدة، ما مكنه من إدخال كميات من المخدرات أكثر من أي مهرب آخر في تلك الفترة. والطريف أنهم وعلى رأسهم أسكوبار لا يمانعوا أن يسجنوا فى وطنهم.

بعد الانتهاء من هذة المأساة ترغب أحد ضحايا الاختطافات أن تؤلف كتاب عن تجربتهم ولكنها ترتبك أو لا تعرف فتذهب الى جابو ولا نعرف هل ذهبت إليه بصفته روائى أم صحفى وطلبت منه أن يؤلف هذا الكتاب، فأستمر جابو فى عمل لمده ما يقرب من أربع سنوات ليجمع الماده اللازمه لهذا الكتاب من مقابلات ووثائق ومشاهدات و.,.و...وألف الكتاب.هذا غريب جدا بل والاغرب أن ماركيز يعترف بهذا بكل بساطه لدرجه تجعل الحمقى يتجرؤوا علية ويتهموها "دى مش روايه" وللأسف لا أعتقد أن هؤلاء الحمقى لم يوجدوا الى داخل عقلياتنا العربيه المريضه. عموما جابوا يقدم تفسير لهذا المسلك الغريب فى أحد مقالاته الصحفيه (فهو حتى الان له عمود فى الصحيفه يتواصل به مع القراء، ويا ريت يقدموه لنا بدلا من المأفوف بابلو كويلهوا فى أخبار الادب) وعلقت عليه فى تدوينه بعنوان نبأ ماركيز

الان

ما هو الواقع وما هو الخيال؟

هل الخيال يقبع فى ذهن القارئ والواقع يقبع فى ذهن الكاتب؟

هل واقع الكاتب يتحول الى خيال فى ذهن القارئ؟

هل خيال الكاتب هو واقع فى ذهن القارئ؟

ماذا لو لم أعرف قصه كتابه الرواية (لم أكن مع هؤلاء الحمقى بالطبع) ولكن ماركيز يؤكد أن لا خيال فى عمله وأنا كقارئ تخيلت كل عوالمه، بالطبع أنا لست كولومبيا أو من لاتينيا، ولكنى هنا أتكلم عن كاتب عالمى

هو يعرف - بدون غرور أو به- أن من أول كلينتون إلى أفقر صياد على ساحل الصين سيقرأه بعمق مرورا بى وطارق أمام

الجمله الاخيره التى قالتها البطلة الرئيسيه فى العمل والتى لا أذكرها حرفيا الان تقول

"يا ألهى... أكل هذا من أجل صنع روايه؟"

سواء قالتها أو لم تقلها فى الحقيقة، فماركيز رغم مقدمته عن قصه الكتاب فبالبلدي يبرز لنا لسانه وهو يقول" روايتي أعظم من واقعكم ههههههههه"



ما هى مساحه التجريب هنا؟هذا هو سؤالى الذى سأحاول الاجابة علية قدما

وللحديث بقية

وأترككم الان مع السونت تراك لفيلم الحب فى زمن الكوليرا والمقطع الاخير من الفيلم












عوده 1

فى أثناء ركوبنا الميركوباص، أفتعل بعض الشباب مشادات بين الركاب ومضايقات و توقعت من صديقى أن يغلى الدم فى عروقه كما يفعل دائما ويكربجهم بكلمتين من كلامه يخليهم يتلموا، أما أنا فكنت دائم السرحان ولا أهتم ولكن ما جعلنى أهتم هو ما بعد نزولنا من الميكروباص و صديقى كأنه يكلم نفسه أو يلومها:" تعرف يا طه أنا ما كلمتهمش ليه". سكت لأنى عرفت من نبره صوته أنه يريد أن يتكلم وما على غير السماع. "علشان أنا خطوبنى بعد بكرا وفكرت إزاى هقعد جنب خطيبتى وعينى وارمه". فهمت قصده فقلت بعد فتره صمت طويلة "بس الأمور ما كنتش هتوصل لغاية كدا ... دول عيال هايفه". "ولو كانت وصلت يا طه كنت هعمل إيه!!". ابتسمت وأنا أتذكر مدافعته عن البنت الصغيرة من معاكسات شباب مراهق وكاد الأمر يتحول الى معركة حقيقية وكنت يومها سأروح بين الرجلين لغاية البنت حلتها وفرت مذعورة.

موقف صديقى فكرنى أنه موقف مصغر لما يكون عليه رب أسره يخاف على عائلته.... طب فكروا معايا بطريقه معكوسة ... يعنى لازم أستغل كل قطره حريه قبل ما تقيدنى الحياة ... طب ماله دا ومال الادب... أنا عبد فقير الى الله لم ترضى عنى ألهه الاولمب وتضعنى بين مصاف الادباء وأكتفوا بوصفى مدون ولما يحبوا يرقوني وصفونى بناشط ثقافى ... المهم مش هيا دى القضيه ولا هى موضعنا اللى هنتكلم فيه... القضيه فى جمله تلح على كأنها أستيتس بار على الفيسبوك

أنه لا يهم أن تقول رأيك ولكن الاهم أن يؤثر ويحرك

.... طب إزاى أعمل كدا ... لما أكون حر ... أو بمعنى أدق أن أستغل الحريه التى أتمتع بها الان... لا أنتمى لتيار أدبى (كجماعه) أو أخاف أن يسلخني أحدهم ويطلع القطط الفاطسه فى كتابي أو يقيدنى جميل عمله زميل بمقال نقدى يمدح كتابى فتبقى عبنى مكسورة .... دا مش معناه أنى خايف أطلع كتاب ... دي قضيه تانيه.

الهرتله السابقة دى كلها ليه ... عشان في ناس قالتلى لم الدور يا طه وكشكشها ما تعرضعاش وعاوز تقول رواية وحشه قول بينا وبين بعضيتنا على القهوة وخلى بالك من كلامك فى الندوات وأحذر التدوينات والفيسبوك. بعضهم أصدق فيه الاخلاص فى النصيحة. لكن يا جماعه لو ما عملتش دا دلوقت هعملوا أمتى؟؟؟

وفى سبب أهم

أنى لو سكت هيطلع ناس تتطنط وتقلب الايه وتدعى على نص أدبى وحش أنه حلو، وألاكيد أن الحكاية مش داخل فيها أذواق، لكن يقلبوا الحقيقة وبقدره قادر العيوب يوجدوا لها مبررات وتصبح على أيديهم أمجاد ومزايا وفتوحات فى التجريب والسرد

دا يا جماعه اللي يخلى الدم يضرب فى نافوخى وأشمر سواعدى لمزيد من المعارك وأحرص على عدم حصرها فى نطاق المناوشات ... خلاصه الكلام أن الثلاث الروايات التى جمعتهم فى سله تدوينه واحده ... أن الاوان أن أفرد لكل روايه تدوينه منفصله ... ودا مش حب في العراك لكن لما بسكت بأسمع آراء حمقاء تستاهل الواحد يرد عليها بقوه

نبأ ماركيز

التحقيق الصحفى ليس فقط مساويا للحياه بل هو أفضل من الحياه.

أنه يصلح لأن يكون قصة أو رواية مع الفرق الجوهرى والذى لا يمكن تجاهله وهو أن الرواية أو القصة القصيره يمكن أنتقبل الخيال بلا حدود أما التحقيق الصحفى فيجب أن يكون واقعا حتى آخر كلمه.

مع أن أحد لا يعرف ذلك أو يؤمن بة

جابريل جارسيا ماركيز

هذا هو ردى مقتبس عن ماركيز على من يقول أو يقلل من شأن رواية "نبأ /خبر أختطاف"، وأضيف أن أخر جملة فى الرواية - أو التحقيق الصحفى، سيان لأننا لا نعيش فى كولومبيا ويظل كل ما حدث بالنسبة لنا مجرد خيال، وحتى لو عرفنا جزء واقعى من الإحداث فلن نعرف الجزء الخيالى من المؤلف – قالتها البطلة الرئيسية (ماروخا باتشوى):

" يا للفظاعة! كأن هذا كله قد حدث من أجل تأليف كتاب"

وهى تشير الى كافه الاحداث التى مرت بها فى زمن الرواية

مع أن أحد لا يعرف هذا أو يؤمن به لأننا لا نملك أحدا يكتب التحقيق الصحفي فى براعة أديب والوحيد الذى أقترب من ذلك هو صلاح عيسى فى

"رجال ريا وسكينه" و "مثقفون وعسكر" .

لاعب النرد


مَنْ أَنا لأقول لكمْ

ما أَقول لكمْ ؟

وأَنا لم أكُنْ حجراً صَقَلَتْهُ المياهُ



فأصبح وجهاً

ولا قَصَباً ثقَبتْهُ الرياحُ

فأصبح ناياً ...

أَنا لاعب النَرْدِ ،

أَربح حيناً وأَخسر حيناً

أَنا مثلكمْ

أَو أَقلُّ قليلاً ...

وُلدتُ إلى جانب البئرِ

والشجراتِ الثلاثِ الوحيدات كالراهباتْ

وُلدتُ بلا زَفّةٍ وبلا قابلةْ

وسُمِّيتُ باسمي مُصَادَفَةً

وانتميتُ إلى عائلةْ

مصادفَةً ،

ووَرِثْتُ ملامحها والصفاتْ

وأَمراضها :

أَولاً - خَلَلاً في شرايينها

وضغطَ دمٍ مرتفعْ

ثانياً - خجلاً في مخاطبة الأمِّ والأَبِ

والجدَّة - الشجرةْ

ثالثاً - أَملاً في الشفاء من الانفلونزا

بفنجان بابونجٍ ساخنٍ

رابعاً - كسلاً في الحديث عن الظبي والقُبَّرة

خامساً - مللاً في ليالي الشتاءْ

سادساً - فشلاً فادحاً في الغناءْ ...

ليس لي أَيُّ دورٍ بما كنتُ

كانت مصادفةً أَن أكونْ

ذَكَراً ...

ومصادفةً أَن أَرى قمراً

شاحباً مثل ليمونة يَتحرَّشُ بالساهرات

ولم أَجتهد

كي أَجدْ

شامةً في أَشدّ مواضع جسميَ سِرِّيةً !

كان يمكن أن لا أكونْ

كان يمكن أن لا يكون أَبي

قد تزوَّج أمي مصادفةً

أَو أكونْ

مثل أختي التي صرخت ثم ماتت

ولم تنتبه

إلى أَنها وُلدت ساعةً واحدةْ

ولم تعرف الوالدةْ ...

أَو : كَبَيْض حَمَامٍ تكسَّرَ

قبل انبلاج فِراخ الحمام من الكِلْسِ /

كانت مصادفة أَن أكون

أنا الحيّ في حادث الباصِ

حيث تأخَّرْتُ عن رحلتي المدرسيّةْ

لأني نسيتُ الوجود وأَحواله

عندما كنت أَقرأ في الليل قصَّةَ حُبٍّ

تَقمَّصْتُ دور المؤلف فيها

ودورَ الحبيب - الضحيَّةْ

فكنتُ شهيد الهوى في الروايةِ

والحيَّ في حادث السيرِ /

لا دور لي في المزاح مع البحرِ

لكنني وَلَدٌ طائشٌ

من هُواة التسكّع في جاذبيّة ماءٍ

ينادي : تعال إليّْ !

ولا دور لي في النجاة من البحرِ

أَنْقَذَني نورسٌ آدميٌّ

رأى الموج يصطادني ويشلُّ يديّْ

كان يمكن أَلاَّ أكون مُصاباً

بجنِّ الُمعَلَّقة الجاهليّةِ

لو أَن بوَّابة الدار كانت شماليّةً

لا تطلُّ على البحرِ

لو أَن دوريّةَ الجيش لم تر نار القرى

تخبز الليلَ

لو أَن خمسة عشر شهيداً

أَعادوا بناء المتاريسِ

لو أَن ذاك المكان الزراعيَّ لم ينكسرْ

رُبَّما صرتُ زيتونةً

أو مُعَلِّم جغرافيا

أو خبيراً بمملكة النمل

أو حارساً للصدى !

مَنْ أنا لأقول لكم

ما أقول لكم

عند باب الكنيسةْ

ولستُ سوى رمية النرد

ما بين مُفْتَرِسٍ وفريسةْ

ربحت مزيداً من الصحو

لا لأكون سعيداً بليلتيَ المقمرةْ

بل لكي أَشهد اﻟﻤﺠزرةْ

نجوتُ مصادفةً : كُنْتُ أَصغرَ من هَدَف عسكريّ

وأكبرَ من نحلة تتنقل بين زهور السياجْ

وخفتُ كثيراً على إخوتي وأَبي

وخفتُ على زَمَنٍ من زجاجْ

وخفتُ على قطتي وعلى أَرنبي

وعلى قمر ساحر فوق مئذنة المسجد العاليةْ

وخفت على عِنَبِ الداليةْ

يتدلّى كأثداء كلبتنا ...

ومشى الخوفُ بي ومشيت بهِ

حافياً ، ناسياً ذكرياتي الصغيرة عما أريدُ

من الغد - لا وقت للغد -

أَمشي / أهرولُ / أركضُ / أصعدُ / أنزلُ / أصرخُ /

أَنبحُ / أعوي / أنادي / أولولُ / أسرعُ / أبطئ / أهوي

/ أخفُّ / أجفُّ / أسيرُ / أطيرُ / أرى / لا أرى / أتعثَّرُ

/ أَصفرُّ / أخضرُّ / أزرقُّ / أنشقُّ / أجهشُ / أعطشُ

/ أتعبُ / أسغَبُ / أسقطُ / أنهضُ / أركضُ / أنسى

/ أرى / لا أرى / أتذكَُّر / أَسمعُ / أبصرُ / أهذي /

أُهَلْوِس / أهمسُ / أصرخُ / لا أستطيع / أَئنُّ / أجنّ /

أَضلّ / أقلُّ / وأكثرُ / أسقط / أعلو / وأهبط / أدْمَى

/ ويغمى عليّ /

ومن حسن حظّيَ أن الذئاب اختفت من هناك

مُصَادفةً ، أو هروباً من الجيشِ /

لا دور لي في حياتي

سوى أَنني ،

عندما عَلَّمتني تراتيلها ،

قلتُ : هل من مزيد ؟

وأَوقدتُ قنديلها

ثم حاولتُ تعديلها ...

كان يمكن أن لا أكون سُنُونُوَّةً

لو أرادت لِيَ الريحُ ذلك ،

والريح حظُّ المسافرِ ...

شمألتُ ، شرَّقتُ ، غَرَّبتُ

أما الجنوب فكان قصياً عصيّاً عليَّ

لأن الجنوب بلادي

فصرتُ مجاز سُنُونُوَّةٍ لأحلِّق فوق حطامي

ربيعاً خريفاً ..

أُعمِّدُ ريشي بغيم البحيرةِ

ثم أطيل سلامي

على الناصريِّ الذي لا يموتُ

لأن به نَفَسَ الله

والله حظُّ النبيّ ...

ومن حسن حظّيَ أَنيَ جارُ الأُلوهةِ

...

من سوء حظّيَ أَن الصليب

هو السُلَّمُ الأزليُّ إلى غدنا !

مَنْ أَنا لأقول لكم

ما أقولُ لكم ،

مَنْ أنا ؟

كان يمكن أن لا يحالفني الوحيُ

والوحي حظُّ الوحيدين

« إنَّ القصيدة رَمْيَةُ نَرْدٍ »

على رُقْعَةٍ من ظلامْ

تشعُّ ، وقد لا تشعُّ

فيهوي الكلامْ

كريش على الرملِ /

لا دَوْرَ لي في القصيدة

غيرُ امتثالي لإيقاعها :

حركاتِ الأحاسيس حسّاً يعدِّل حساً

وحَدْساً يُنَزِّلُ معنى

وغيبوبة في صدى الكلمات

وصورة نفسي التي انتقلت

إلى غيرها « أَنايَ » من

واعتمادي على نَفَسِي

وحنيني إلى النبعِ /

لا دور لي في القصيدة إلاَّ

إذا انقطع الوحيُ

والوحيُ حظُّ المهارة إذ تجتهدْ

كان يمكن ألاَّ أحبّ الفتاة التي

سألتني : كمِ الساعةُ الآنَ ؟

لو لم أَكن في طريقي إلى السينما ...

كان يمكن ألاَّ تكون خلاسيّةً مثلما

هي ، أو خاطراً غامقاً مبهما ...

هكذا تولد الكلماتُ . أدرِّبُ قلبي

على الحب كي يَسَعَ الورد والشوكَ ...

صوفيَّةٌ مفرداتي . وحسِّيَّةٌ رغباتي

ولستُ أنا مَنْ أنا الآن إلاَّ

إذا التقتِ الاثنتانِ :

أَنا ، وأَنا الأنثويَّةُ

يا حُبّ ! ما أَنت ؟ كم أنتَ أنتَ

ولا أنتَ . يا حبّ ! هُبَّ علينا

عواصفَ رعديّةً كي نصير إلى ما تحبّ

لنا من حلول السماويِّ في الجسديّ .

وذُبْ في مصبّ يفيض من الجانبين .

فأنت - وإن كنت تظهر أَو تَتَبطَّنُ -

لا شكل لك

ونحن نحبك حين نحبُّ مصادفةً

أَنت حظّ المساكين /

من سوء حظّيَ أَني نجوت مراراً

من الموت حبّاً

ومن حُسْن حظّي أنيَ ما زلت هشاً

لأدخل في التجربةْ !

يقول المحبُّ اﻟﻤﺠرِّبُ في سرِّه :

هو الحبُّ كذبتنا الصادقةْ

فتسمعه العاشقةْ

وتقول : هو الحبّ ، يأتي ويذهبُ

كالبرق والصاعقة

للحياة أقول : على مهلك ، انتظريني

إلى أن تجفُّ الثُمَالَةُ في قَدَحي ...

في الحديقة وردٌ مشاع ، ولا يستطيع

الهواءُ

الفكاكَ من الوردةِ /

انتظريني لئلاَّ تفرَّ العنادلُ مِنِّي

فاُخطئ في اللحنِ /

في الساحة المنشدون يَشُدُّون أوتار آلاتهمْ

لنشيد الوداع . على مَهْلِكِ اختصريني

لئلاَّ يطول النشيد ، فينقطع النبرُ بين المطالع ،

وَهْيَ ثنائيَّةٌ والختامِ الأُحاديّ :

تحيا الحياة !

على رسلك احتضنيني لئلاَّ تبعثرني الريحُ /

حتى على الريح ، لا أستطيع الفكاك

من الأبجدية /

لولا وقوفي على جَبَلٍ

لفرحتُ بصومعة النسر : لا ضوء أَعلى !

ولكنَّ مجداً كهذا الُمتوَّجِ بالذهب الأزرق اللانهائيِّ

صعبُ الزيارة : يبقى الوحيدُ هناك وحيداً

ولا يستطيع النزول على قدميه

فلا النسر يمشي

ولا البشريُّ يطير

فيا لك من قمَّة تشبه الهاوية

أنت يا عزلة الجبل العالية !

ليس لي أيُّ دور بما كُنْتُ

أو سأكونْ ...

هو الحظُّ . والحظ لا اسم لَهُ

قد نُسَمِّيه حدَّادَ أَقدارنا

أو نُسَمِّيه ساعي بريد السماء

نُسَمِّيه نجَّارَ تَخْتِ الوليد ونعشِ الفقيد

نسمّيه خادم آلهة في أساطيرَ

نحن الذين كتبنا النصوص لهم

واختبأنا وراء الأولمب ...

فصدَّقهم باعةُ الخزف الجائعون

وكَذَّبَنا سادةُ الذهب المتخمون

ومن سوء حظ المؤلف أن الخيال

هو الواقعيُّ على خشبات المسارحِ /

خلف الكواليس يختلف الأَمرُ

ليس السؤال : متى ؟

بل : لماذا ؟ وكيف ؟ وَمَنْ

مَنْ أنا لأقول لكم

ما أقول لكم ؟

كان يمكن أن لا أكون

وأن تقع القافلةْ

في كمين ، وأن تنقص العائلةْ

ولداً ،

هو هذا الذي يكتب الآن هذي القصيدةَ

حرفاً فحرفاً ، ونزفاً ونزفاً

على هذه الكنبةْ

بدمٍ أسود اللون ، لا هو حبر الغراب

ولا صوتُهُ ،

بل هو الليل مُعْتَصراً كُلّه

قطرةً قطرةً ، بيد الحظِّ والموهبةْ

كان يمكن أن يربح الشعرُ أكثرَ لو

لم يكن هو ، لا غيره ، هُدْهُداً

فوق فُوَهَّة الهاويةْ

ربما قال : لو كنتُ غيري

لصرتُ أنا، مرَّةً ثانيةْ

هكذا أَتحايل : نرسيس ليس جميلاً

كما ظنّ . لكن صُنَّاعَهُ

ورَّطوهُ بمرآته . فأطال تأمُّلَهُ

في الهواء المقَطَّر بالماء ...

لو كان في وسعه أن يرى غيره

لأحبَّ فتاةً تحملق فيه ،

وتنسى الأيائل تركض بين الزنابق والأقحوان ...

ولو كان أَذكى قليلاً

لحطَّم مرآتَهُ

ورأى كم هو الآخرون ...

ولو كان حُرّاً لما صار أسطورةً ...

والسرابُ كتابُ المسافر في البيد ...

لولاه ، لولا السراب ، لما واصل السيرَ

بحثاً عن الماء . هذا سحاب - يقول

ويحمل إبريق آماله بِيَدٍ وبأخرى

يشدُّ على خصره . ويدقُّ خطاه على الرملِ

كي يجمع الغيم في حُفْرةٍ .

والسراب يناديه

يُغْويه ، يخدعه ، ثم يرفعه فوق : إقرأ

إذا ما استطعتَ القراءةَ . واكتبْ إذا

ما استطعت الكتابة . يقرأ : ماء ، وماء ،

وماء .

ويكتب سطراً على الرمل : لولا السراب

لما كنت حيّاً إلى الآن /

من حسن حظِّ المسافر أن الأملْ

توأمُ اليأس ، أو شعرُهُ المرتجل

حين تبدو السماءُ رماديّةً

وأَرى وردة نَتَأَتْ فجأةً

من شقوق جدارْ

لا أقول : السماء رماديّةٌ

بل أطيل التفرُّس في وردةٍ

وأَقول لها : يا له من نهارْ !

ولاثنين من أصدقائي أقول على مدخل

الليل :

إن كان لا بُدَّ من حُلُم ، فليكُنْ

مثلنا ... وبسيطاً

كأنْ : نَتَعَشَّى معاً بعد يَوْمَيْنِ

نحن الثلاثة ،

مُحْتَفلين بصدق النبوءة في حُلْمنا

وبأنَّ الثلاثة لم ينقصوا واحداً

منذ يومين ،

فلنحتفل بسوناتا القمرْ

وتسامُحِ موت رآنا معاً سعداء

فغضَّ النظرْ !

لا أَقول : الحياة بعيداً هناك حقيقيَّةٌ

وخياليَّةُ الأمكنةْ

بل أقول : الحياة ، هنا ، ممكنةْ

ومصادفةً ، صارت الأرض أرضاً مُقَدَّسَةً

لا لأنَّ بحيراتها ورباها وأشجارها

نسخةٌ عن فراديس علويَّةٍ

بل لأن نبيّاً تمشَّى هناك

وصلَّى على صخرة فبكتْ

وهوى التلُّ من خشية الله

مُغْمىً عليه

ومصادفةً ، صار منحدر الحقل في بَلَدٍ

متحفاً للهباء ...

لأن ألوفاً من الجند ماتت هناك

من الجانبين ، دفاعاً عن القائِدَيْنِ اللذين

يقولان : هيّا . وينتظران الغنائمَ في

خيمتين حريرَيتَين من الجهتين ...

يموت الجنود مراراً ولا يعلمون

إلى الآن مَنْ كان منتصراً !

ومصادفةً ، عاش بعض الرواة وقالوا :

لو انتصر الآخرون على الآخرين

لكانت لتاريخنا البشريّ عناوينُ أخرى

يا أرضُ خضراءَ . تُفَّاحَةً . « أحبك خضراءَ »ُ

تتموَّج في الضوء والماء . خضراء . ليلُكِ

أَخضر . فجرك أَخضر . فلتزرعيني برفق...

برفقِ يَدِ الأم ، في حفنة من هواء .

أَنا بذرة من بذورك خضراء ... /

تلك القصيدة ليس لها شاعر واحدٌ

كان يمكن ألا تكون غنائيَّةَ ...

من أنا لأقول لكم

ما أَقول لكم ؟

كان يمكن أَلاَّ أكون أَنا مَنْ أَنا

كان يمكن أَلاَّ أكون هنا ...

كان يمكن أَن تسقط الطائرةْ

بي صباحاً ،

ومن حسن حظّيَ أَني نَؤُوم الضحى

فتأخَّرْتُ عن موعد الطائرةْ

كان يمكن أَلاَّ أرى الشام والقاهرةْ

ولا متحف اللوفر ، والمدن الساحرةْ

كان يمكن ، لو كنت أَبطأَ في المشي ،

أَن تقطع البندقيّةُ ظلِّي

عن الأرزة الساهرةْ

كان يمكن ، لو كنتُ أَسرع في المشي ،

أَن أَتشظّى

وأصبح خاطرةً عابرةْ

كان يمكن ، لو كُنْتُ أَسرف في الحلم ،

أَن أَفقد الذاكرة .

ومن حسن حظِّيَ أَني أنام وحيداً

فأصغي إلى جسدي

وُأصدِّقُ موهبتي في اكتشاف الألمْ

فأنادي الطبيب، قُبَيل الوفاة، بعشر دقائق

عشر دقائق تكفي لأحيا مُصَادَفَةً

وُأخيِّب ظنّ العدم

مَنْ أَنا لأخيِّب ظنَّ العدم ؟

مَنْ أنا ؟ مَنْ أنا ؟


محمود درويش