الغضب الضائع شخصيات إفتراضية تتحرك فى رواية


إن أيقاع الرواية ليس موضوعا سهلا للمناقشة، إنه معقد ودقيق، مثل الهواء بأعتبارة الجزء الاساسى للحياةولكن لا يتم الحديث عنه إلا أذا فسد. بالجهود التى يبذلها الكاتب لأكتشاف إيقاعه داخل العمل فأنه يزيد رضى القراء ويحقق عملا يقترب أكثر من الجوده

أوقات يفرض العمل أيقاعه الخاص ولكن يبقى للكاتب اليد العليا فى المحافظه على هذا الايقاع وهو ما نجح فيه مازن العقاد فى روايته الاولى الصادره عن دار ميريت.

لم أنتبه لمسأله الايقاع فى روايه الغضب الضائع إلا لسببين : الاول لأنها ذكرتنى بإيقاع شدسد الخصوصية لروايات الروائى الراحل محمد ربيع والثانى هو الجمله الاولى فى الرواية " أريد أن أقول ما عندى بسرعة فما حدث لى اليوم وأنا فى الحيقه والتى لا تبعد عن بيتى سوى خطوات قليله ينبئ أنه لم يعد أمامى وقت طويلصحيح أننا نعرف فى أخر صفحة بالرواية نعرف ما حدث له فى الحديقة وبقليل من التخمين نستطيع أن نعرف ما الذى سيحدث لكمال خليل بعد إغلاقنا دفتى الكتاب وهو أما الجنون أو الانتحار. هذا المدخل مهد انا إيقاع الروايه اللهث بترو تداعى أسئله لا تبحث عن إجابات ولا تنظر الاجابات من الواقع الاقرب الى الافتراصية .كمال خليل هو البطل يسرد الاحداث بمنظور ألانا . اللغه العادية (بدون زخرفه أو شاعرية) خدمت الايقاع فى السماح للقارئ بنفاذية الى عالم تصدق فيه وهم وجنون كمال تاره وتُكذب وتتحير من تجارب كمال الغريبة فى حياه أقرب للبرزخ.

هناك ثلاث شخصيات يدور حولها كمال وتدور حوله

الاولى هى الغضب الضائع : غرفه الشات الى أنشأها لكل من له تجربة من أى نوع مع الانتحار ، المهم ما يجعلها شخصية أعتبارية أنها تمردت على صانعها "الأدمن" فبعد أن كان كمال يقول " كان ما أريده من هذه الغرفه واضح منذ البدايه". أصبح الغضب الضائع مختلف تماما، فقد أرست حياتها وأفكارها وصنعت أهدافها وحققتها بأراده خاصة.

لقد كونت حياه من حكايات العائدين من حالات الانتحار (من ص43الى ص50) وتكون عقل من الافكار التى تموج بها المناقشات (ص51 الى ص61) وبدل "أدمن " واحد أصبحوا أربع ولهم نواب أيضا، ومال يربوا على سته ملايين جنية وأقامت حفله وأرتكبت جريمة وتسترت عليها

ألا يجعلها هذا شخصية روائية متطوره مؤثره – بالطبع - فى حياه كمال بل وأشتبكت مع باقى شخصيات الروايه

ثانى الشخصيات هى منار، وكما تعودنا على عبثيه المصادفات منذ عثورة على الاب توب،قابلها فى معرض الكتاب. وفى سعى منار الحثيث لأغراق كمال بحبها لحظه بلحظه كانت تريد تحطيم اللعنة التى ظلت فى نساء نسل جدتها التركية وظنت أنها حازت على حبه بنجاحه لأختبارها عن الحمل ولكنه فى لحظه غباء ذكورية حطم أمالها ودفعها للأنتحار.

ولكن هل يجعل هذا منار شخصيه حقيقية داخل الرواية!(وهو تساؤل طريف لأحق الكاتب بألحاح) . سؤال جد محير لأن الكاتب تلاعب بنا نحن القراء وبعد مشهد المستشفى والشرطه نجد أن لغز المفتاح يكسر توقعنا المفترض ويستمر تلاعب الكاتب بنا. والطريف أن هاجس منار السهرانه سظل يلاحقه.

ثالث الشخصيات هو منير، وجهه العمله الاخر من منار . يتجسد فى منير، على نحو ما، الخوف أو بالاصح الغضب الضائع الذى دفع كمال لمحاولته الانتحار للمرة الثانية الى فشل فيها بمشهد عبثى أخر.

إن الخوف هو الكهف المظلم الذى ندخله جميعا بحصا عن الامان ، وكلما أذدادت حاجتنا الى الامان أذداد توغلنا فيه حتى تستحيل العوده فنتعوده.. والطريقه الوحيده للخروج من الكهف هى التخلى عن البحث (ص153) هكذا لخص كمال نتيجه بحثه عن أسباب الانتحار . الرواية لا تنحو الى الشكل الفنتازى أو الغرائبى بل هى غوص فى نفسية أنسان لدية ميل قوى للأنتحار .. فى نفسية أناس ذهبوا الى الموت و عادوا … هل هم متزنون أم على حافه الجنون

.أسئله كثيرة تقدما الرواية ولا تقدم لها إجابات غير قرائه الرواية كلها

طه عبد المنعم يثير أزمات فى الصحافة


طبعا لن أزعل منك يا أستاذ عبده لأنى منذ ظهورى فى وسط البلد وأنا أتعرض لسخرية تتوارى ورائها سب وقذف وأتغاضى عن هذا لأسباب سوف أشرحها بعد ذلك. السيئ فى الأمر أنى مازلت عالق مع هذة الصورة الاتى ألتقطها أحد الأصدقاء وقصها العزيز اللدود نائل الطوخى، أستاذ عبده المَاسِك ... لست الوحيد ولا الاول ولن تكون الاخير الذى يحيره طه عبد المنعم فيفعل مثل كل مثقفين العرب : ضد أو مع.

الاستاذ عبدة المَاسِك صاحب مدونه النِّبْلَة ريفيو فى أثناء نقدة لجريدة أخبار الادب أدخلنى فى السياق وقال:


طه عبد المنعم الألفينى..شرابى وكيل الفنانين

حتى الصحف الأجنبية و المشهد الثقافى العالمى لم يجد هذا الأحتفاء المدوى لفتى مرحلة ما قبل الوكيل الأدبى فى الواقع الثقافى المصرى، فأن تسوّد صفحة كاملة بخط أحمد الفخرانى عن شخص يتحرك فى الوسط الثقافى زى السكينة فى حتة الزبدة ويقوم متطوعا أو مأموراً يعمل جروبات على الفيس بوك و دعايات "لكل" الكتب الصادرة فى جميع دور النشر التى يتردد عليها و يقيم صداقات من الممكن أن تكون قائمة على شىء من المنفعة و تواجده المستمر- كواحد فاضى- فى قهاوى وسط البلد زى البستان و التكعيبة و غيره ... أريد أن أعرف فقط مدى إتساع الذائقة الكونية للعزيز طه عبد المنعم حتى يقول أقوال موجزة زى الكتاب ده جميل الكتاب ده حلو ..نايس بيوتيفول ...و يقول أنا رحت مكتبة ديوان جبت الكتاب و قريته فى قعدة لأو قريته ييجى عشر مرات فى نفس القعدة...ربما فى يوم من الأيام سنقحمه فى قائمة النقاد الجدد بعد أن قام مؤتمر السرد الجديد فى مرسى مطروح بتكريمة كمشهلاتى و متعهد حفلات


اللذيذ فى الامر أن وجدى الكومى كتب فى جريدة اليوم السابع موضوعا عن

كيف يروج الأدباء لأنفسهم على الفيس بوك؟

وتتناقص أعداد بعض المجموعات، إما بسبب إغلاق بعض حسابات المشتركين فى "الفيس بوك" أو ملل الأعضاء من كثرة الرسائل التى يوجهها المسئول عن الجروب إليهم، فبعد أن كان عدد أعضاء جروب البوابة الثقافية يتجاوز الألفين، تناقص إلى 1694، وغياب دور الوكيل الأدبى هو الذى جعل المدون طه عبد المنعم يؤسس جروب "البوابة الثقافية"، حيث يضع طه روابط عدة على صفحة جروبه، ويضع تحت كل منها اسم الكتاب واسم مؤلفه، ويشابه جروب طه جروب "كتاب جديد فى السوق" الذى أسسته إيمان يوسف وتستخدمه للدعاية عن كل الكتب الجديدة فى سوق النشر، ولمساعدتها فى هذه المهمة جعلت بعض المبدعين ومديرى دور النشر يتحكمون فى الجروب كـ "admin" حتى وصل عدد الأعضاء إلى 4842.

طه عبد المنعم‮ ‬:‬شرابي وكيل الفنانين‮ ‬


أخبار الادب

رحبة

ا

الأحد 19 من أبريل سنة 2009م - 23 من ربيع الثاني سنة 1430هـ - العدد 823

أحمد الفخراني

أخذنا وقتا طويلا لندرك أن طه مثلنا ولد لا يفتقر إلي الأحلام ، نحن مغرورن بما يكفي لكي لا نري ولدا صبورا يعمل بصمت وتحمل لسذاجة من ظنوا أنفسهم مهمين بما يكفي كي لاحترموا اصرار شخص علي الافلات من "ثقب ابرة ليبحث عن مكان ".سامحنا يا طه المقاهي تأكل الأعين ودخان الشيشة يعمي البصيرة.
طه عبد المنعم ..أو كما كنا نسميه شرابي وكيل الفنانين ..فهو يبدو للوهلة الأولي كوحيد سيف في فيلم خلي بالك من زوزو فأغلبنا لم يعرفه في الوسط الثقافي الا كمتعهد حفلات توقيع لأصدقائنا في الوسط الأدبي ولم نعرفه أديبا أو كاتبا رغم أن له محاولات كتابة معقولة نوعا .
" رصيدي في الحياة أصدقائي ..من قبل كنت أملك مزرعة دواجن قضت عليها أنفلونزا الطيور لانتقل في القاهرة من عمل إلي آخر "
الولد الذي لم تفزعه خسارة ماله ويؤرقه فقدان صديق ، داخله صورة أخري تناقض الصورة التي رسمها المتسرعين أمثالنا _وأنا أولهم _ في الحكم علي طه .
بدأت اللعبة مع طه "كعربون محبة " يقدمه لأصدقاء بتسويق كتبهم عن طريق المدونات في البداية ثم تطورت إلي الاتفاق لهم علي حفلات توقيع ومناقشات في قصور الثقافة داخل القاهرة وخارجها ، استمر في اللعبة دون تخطيط مسبق ، ليكتشف أنه يبني شهرته الخاصة ، حدث ذلك عندما فوجيء طه بخمسة شباب قادمين من المنصورة يقولون له " جئنا إلي القاهرة ونريدك أن ترشح لنا الكتب التي نشتريها .
هنا انتبه طه إلي أهمية أو "خطورة " ما يفعل علي حد قوله.
طه يعرف " دبة النملة " في الوسط الأدبي _والتعبير للروائي طارق إمام _ يحضر كل الندوات ويتابع كل جديد في مكتبات القاهرة
"دور النشر الجديدة تحولت إلي مطابع وتفتقر إلي أبسط آليات نجاح الكتاب " تنقل طه بين عدد من دور النشر جعلته يحمل خبرة لا بأس بها في مساويء دور النشر وافتقادها _لالخبرة التسويق _ بل لنية التسويق .
السخرية التي واجهها طه في البداية جعلته أكثر صلابة ، لم يواجهها بشر بل بصبر ، لم يتوقف عن الحب بل والابتكار أيضا ، طه هو أول من اكتشف قدرة الفيس بوك الهائلة علي الدعاية وهو أول من انشأ جروب لكتاب علي الفيس بوك _لصديقه الشاعر سالم الشهباني _لتتحول الحكاية إلي عرف سائد مع كل اصدار جديد.
" الذي ظنوه ساذجا هم من اتبعوه الآن " لم يتوقف طه عند انشاء جروب لكل كتاب - فهو مثلنا قادر علي الأحلام- لينشيء جروب البوابة الثقافية الذي يتابع الأحداث الثقافية والاصدارات الجديدة لتتحول بوابة طه إلي واحدة من أهم الجروبات الثقافية علي الفيس بوك ، وصل عدد أعضائها إلي 2000عضو في وقت قياسي .وهو عدد لا يرضي طه وللمرة الثانية يتبعه الآخرون لتتعدد الجروبات الأدبية.
دور آخر يحلم طه أن يلعبه " الوكيل الأدبي " وهو أمر لا تعرفه دور النشر المصرية كما أن الكتاب المصريين أكثر غرورا من أن يستسلموا للدور المنوط بالوكيل الأدبي أن يلعبه وهو مراجعة المخطوطات وتوجيه الكتاب في بعض الأحيان _كمستشار يقدم النصيحة دون تدخل في العمل الأدبي _بالاضافة إلي الاشراف علي تسويق الكاتب والكتاب معا .
"إنهم يروجون لأنفسهم بشكل زائف " يري طه أن دعاية بعض الكتاب الجدد تتضمن الكثير من المبالغة بمنطق " الزن علي الأذن أمر من السحر " يفرق طه بين الدعاية والالحاح ، بين تقديم مناقشات وقراءات فاعلة للكتاب وبين أن يقدم الكاتب خبرا من نوعية " شاهدوني غدا علي أون تي في "
دافع طه عن حقوق أصدقائه عندما لمحت إحدي المكتبات التي تقيم حفلات توقيع إلي اقامتها مقابل مبالغ مالية من الكتاب ، انتصر طه دون ضجيج ودون الدخول في معارك ، فقط انسحب قليلا ودون أن يثير جلبة لتكتشف المكتبة أنها هي من تحتاج إلي حفلات التوقيع لا الكتاب .
حلم طه القادم أن تتحول بوابته الثقافية إلي جريدة توزع مجانا وتعتمد في تمويلها علي اعلانات دور النشر .
يقول عنه الشاعر شعبان يوسف ,إنه ظاهرة فريدة لأنه نادرا ما يعمل أحد علي خدمة ابناء جيله دون أن ينظر إلي مصلحة ذاتية, بينما أشار القاص محمد عبد النبي إلي سفر طه عبد المنعم كإعلامي إلي مؤتمر السرد الجديد رغم عدم عمله بالصحافة نتيجة اهتمامه بالدعاية متطوعا للمشاركين في المؤتمر حتى أن الروائي الشاب طارق إمام طالب بتكريمه .
ملحوظة أخيرة تجعلني أخشي علي طه الذي عاني كثيرا من معاملة الآخرين له كشرابي وكيل الفنانين فقد أرسل لي "تدوينة " صغيرة عقب انتهاء حواري معه بساعات كان قد كتبها ردا علي سخرية الآخرين ، يتحدث فيها عن أهميته واقتراب البعض منه طمعا في تسويق كتبهم لمحت فيه شيئا من الإصابة بعشي دخان المقاهي _وهو ما لمح إليه أثناء حديثي معه _ فلا أنت ولا نحن يا طه فعلنا شيئا يستحق حتي نتحدث عن أهمية ما نفعله ، لازلنا نلهو ولم نقدم سوي وجبات خفيفة _تيك آوي _ لم يقدم أحدنا وليمة بعد ..لا أحد فينا مهم يا طه ، فلتكن كما أنت خفيف الظل والدم كشرابي وكيل الفنانين واحذر من دخان المقاهي فإنه يأكل العيون والبصيرة, ويضخم أفعالنا الأدبية إلي أكبر من حجمها ..لازلنا نخطو يا طه فلا تصدق ما يقال عن الأهمية ولا تردده عن نفسك

دور نشر تحصل على نصف القيمة المادية لكل جائزة أدبية تتقدم لها الدار.


والكتاب يؤكدون أن العمل الإبداعى لا يخص سوى صاحبه .

فؤاد قنديل : من حق الناشر الحصول على نسبة، ولكن معقولة

هشام أدم : أهتم بالجانب المعنوي للجائزة ولا أسعى لتكوين ثروة

سعيد نوح : أفضل عدم الحصول على جائزة، على أن يشاركني أحد في إبداعي

صفاء عبد المنعم : للجوائز حسابات أخرى لا علاقة لها بقيمة العمل الحقيقية

إسلام شمس الدين : اعتراض بعض الكتاب ليس مسألة "مبدأ"، وإنما "فصال"

كتب : رحاب الدين الهواري فى جريدة القاهرة

العلاقة بين الناشر والمؤلف علاقة جدلية ، مرت عبر سنوات عديدة بمراحل كثيرة ، لعب فيها كل منهما دوره جيداً تجاه الآخر، فاشتهرت دور نشر كثيرة واتسعت بفضل أسماء مؤلفيها ، ووصلت شهرة مؤلفين إلى عنان السماء بفضل جهود أصحاب دور النشر، واختلفت المكاسب والأرباح من مادية ، تخص المؤسسات ، بينما تظل الشهرة والمكسب الأدبى غاية المؤلفين من النشر ، غير أن الحراك الثقافى الذى نحياه الآن، وزخم المسابقات وكثرة الجوائز أوجد نوعاً جديداً من العلاقة بين الناشر والمؤلف ، اضطرتهما معاً لتسجيل عقود تضمن لكليهما حقه ونسبته فى الجائزة ، واختلفت هذه النسب من دار إلى أخرى ، ووصل الأمر ببعض دور النشر بوضع شرط مناصفة القيمة المادية لكل جائزة أدبية تتقدم لها المؤسسة ، ويحصل عليها الكتاب ، وهو الشرط الذى أحدث صدمة شديدة فى أوساط المثقفين والكتاب ، وفى هذا العدد ، تبدأ " القاهرة " أولى حلقات الجدال .

الكاتب الكبير فؤاد قنديل :

هذه مسألة غير مقبولة بالمرة ، وأعتقد أن الناشر يجب أن يحصل على نسبة ولكن معقولة 10% مثلا أو 15% على الأكثر، دون أن يصل إلى هذا الرقم المخيف ، فالناشر هنا يتقاسم مع المبدع حقه الأصيل والوحيد ، فالعمل لا يأخذ جائزة على الغلاف أو التوزيع و لا على الطباعة ولكن إبداع المؤلف هو الذي يفوز ، فالجائزة لا يحصل عليها الكاتب من أجل جمال عيون كتابه ، وإذا كان هذا حدث في أحد العقود فهو يفتح الباب لمزيد من الناشرين لفعل هذا ، والناشرون ربما يتجهوا لذلك في غيبة عنصر مهم هو غياب الوكيل الأدبي، وهو الذي يتعين عليه القيام بكل هذه المهام منذ أن ينتهي الكتب من عمله ، ويقوم الوكيل بمتابعة النشر والتوزيع والإعلام والتقدم للجوائز والترجمة وإعادة الطبع وكافة الحقوق التي تترتب على هذه العمل لصالح الكتاب، وله نسبة كوكيل ومهما كانت كبيرة فهو يستحقها ، ولكن الناشرين في الحقيقة تجاوزت أطماعهم كل حد ، فإن كان هذا البند حدث مرة فسوف يستمر فيما بعد بحجة أن عدد من القائمين على الجوائز أصبحوا يطلبون الناشر وليس الكاتب نفسه ، وكل فرد يبحث عن ثغرة كي يوسعها لنفسه .

وأضاف قنديل : الناشرون يتحركون في هذا الاتجاه ، لأن الجوائز أصبحت ترفض ترشيح الكتاب لأعمالهم بأنفسهم، وبالتالي أحس الكتاب أن الباب قد أغلق دونهم وفتح أمام الناشرين الذين حققوا من ورائه أرباحا لم ينالوها من قبل ، متناسين أن جائزة الناشر الحقيقية في اتساع رقعة الكتاب الفائز وليس في قيمة الجائزة نفسها.

الكاتب السوداني هشام أدم

صاحب رواية " ارتكانا " المنشورة في مصر: لا أرى هذا الشرط مجحف، حتى وإن كانت النسبة 70% وليس 50% ، لأنني أهتم بالجانب المعنوي للجائزة ولا أسعى لتكوين ثروة ، وأعتقد أن دار النشر تقوم بدور أكبر من كونها شريك ، فهي تقدم الدعم الحقيقي الذي يحتاجه أي مبدع، وبطبيعتي كشخص عملي جداً أرى أنه إذا قام طرف بمجهود فمن حقه أن يأخذ كما أعطى وأرى أن قيمة الجائزة تكمن في أن يقول لك الناس برافو ، ولا أعتقد أنني سأغير وجهة نظري هذه حتى مع الرواية العاشرة .

الكاتب الروائي سعيد نوح :

أنا ضد الفكرة تماما لأن العمل الإبداعي منتج شخصي لا يخص سوى صاحبه وكون الناشر يرغب فى الحصول على 50% من قيمة الجائزة هو كلام فارغ فالموضوع برمته ما هو إلا سوق ، الكاتب فيها هو الأساس وما يتم بعد ذلك مجرد مساعدات للكاتب وليست احتكاراً له ، فدار النشر نفسها قائمة على المبدع، والتوزيع أيضاً قائم على اسم الكاتب نفسه ، ونسبة ال50% هذه تمثل سرقة صريحة، طالما أن الدار اتفقت معي على التكلفة سواء الكلية أو بالمشاركة أو بأي شكل يتفق وقدرة الكاتب المادية ، وأعتقد أن هذه البدعة فكر أوربي بحت، فهناك يمكن للكاتب أن يكسب ملايين من وراء إبداعه بينما في مصر لا يوجد سوى علاء الأسواني الذي يكسب من عمله ، ونحن جميعاً نتعب من أجل كتبنا و في النهاية نشتريها كي نهديها للأصدقاء ثم تأتى دار النشر لتشاركني في جائزة لم تبذل فيها أي مجهود .

وأضاف سعيد نوح : المؤسسة التي ابتدعت ذلك في مصر هي مؤسسة اعتمدت في الأساس على مجموعة من الكتاب العرب الذين يدفعون ثمن كتبهم، التي يحمدون الله أنها نشرت أصلاً ، لذلك لا تهمهم الجوائز،وإذا كانت هناك دور نشر عربية لها السبق فى هذا الأمركمؤسسة الجمل ،فإنها اعتمدت ايضا على الكتاب العرب الذين يسعى وراءهم صاحب الدار وهو كاتب يقيم فى السويد ويحصل على نفس النسبة وهى الـ 50% ، فكيف نقلد فى مصر دور نشر غير جديرة بالاحترام ، ومع ذلك اتساءل أين يذهب الكتاب المصريين إذا كانت دار مثل الهلال على سبيل المثال تعطى للكاتب عشرين نسخة ويشترى ما يحتاجه بخصم 30% من سعر الغلاف .

واختتم نوح قائلاً : أفضل عدم الحصول على أى جائزة ، على أن يشاركنى أحد فى ابداعى ، وقد سحبت روايتى من مؤسسة شمس يوم 13 يوليو وكان أخر موعد للتقدم للبوكر فى 30 يوليو ورغم أننى اندهشت لعدم وجودى فى الترشيحات الأولية إلا أننى قررت المشاركة العام القادم لأكون حر نفسى بلا قيود من أحد .

الكاتبة الروائية صفاء عبد المنعم

بدأت متسائلة : هل إذا تقدمت الدار للجائزة سوف تبذل قصارى جهدها لحصول الكاتب عليها ؟ إذا حدث ذلك فأنا أوافق تماما، ولكن بالنسبة لجائزة الدولة التشجيعية مثلا فتحتاج الى علاقات ودعاية كافية قبل اعلان النتيجة ، وما يطمع الكتاب فى الحصول على الجوائز هو أن من يحصلون عليها بالفعل، أعمالهم لا تستحق مجرد دخول المسابقات فيصاب بعض الكتاب بداء العظمة والنعرة ، رغم أن الجوائز عامة لها حسابات اخرى لا علاقة لها بقيمة العمل الحقيقية ، فإن بند الجوائز لا يجب أن يكون فى العقد ولكن يمكن الاتفاق عليه مع كل جائزة بين الناشر والمؤلف بحيث تخدم الدار على العمل وتسعى بالطرق المعروفة ـ غير المقبولة أحيانا ـ للحصول على الجائزة .

وأضافت عبد المنعم :

فى لعبة الجوائز، يجب ان تسبق دعاية كافية فى كل الصحف، موعد التقدم للجائزة ، بحيث يصل للجنة صدى العمل قبل قراءتهم له ، ولا تصدق أن هناك جوائز يتم الحصول عليها بشكل برىء تماما ، وإلا لماذا لا تحصل أعمال عظيمة بالفعل على أى جائزة ؟ وفى مصر لا يوجد كاتب يكسب رزقه من الكتابة ، لأنها باختصار " مش بتأكل عيش " ومعظم الكتاب من الجيل الجديد اعتمد على عمله الصحفى فأصبح لديه دعم مؤسسة ، بالاضافة لمجاملات الأصدقاء فى الصحف الأخرى وبشكل آلي تماما ، أما من تفرغوا للأدب فقط فلم تعد تسلط الأضواء عليهم نهائيا لأنهم لا يمتلكون هذا اللوبى الاعلامى .

الروائى محمد القصبى

يؤكد أن منتهى الظلم للكاتب أن تشاركه دار النشر فى مجهوده ، فالجائزة عن الابداع وكل ما فى الأمر أن الدار وسيط خير، وليست وسيط تجاري ، ويحسب لها أنها تنشر أعمالاً تستحق الجوائز فتحقق مكسباً أدبياً لكونها تنتقى الأعمال التى ترقى الى مستوى الجوائز ، وأنها لا تهبط بمستوى عمومية النشر مقابل المادة بغض النظر عن جودة العمل ، وهذه المكاسب الأدبية ستتحول بالضرورة إلى ربح مادي ، أما هذا الشرط فهو مجحف للغاية لأنه لا توجد دار نشر من الممكن أن تخسر، فهى تحصل على هامش ربحها قبل صدور الكتاب ، وبهذا الشرط تلوى ذراع المبدع لأنه نوع من الاحتكار ، ويمكن أن تكون هذه النسبة 10 % أو 15 % ولا تزيد عن ذلك .

ويضيف القصبى أن انتشار هذا الشرط فى عقود دور النشر سوف يسمح لنادى القصة وجمعية الأدباء وأتيليه القاهرة واتحاد الكتاب أن ينتهجوا نفس النهج لتصبح بعد ذلك ظاهرة خطيرة يصعب السيطرة عليها . مايحدث فى العالم كله هو نوع من الوكالة الأدبية التى تتولى الترويج للعمل من بدايته وحتى انتشاره ، ولكن ما تتحدث عنه الآن يعد سابقة خطيرة فى تاريخ النشر فى مصر .

الروائى الدكتور زين عبد الهادي

يرفض المبدأ تماما مؤكداً أن العمل الأدبى لصاحبه وليس للناشر، وعندما يحصل كاتب ما على جائزة مثل جونكور على سبيل المثال وقيمتها 10 دولارات فقط فإن الفائدة تعود على الناشر من المبيعات بسبب الجائزة والتى قد يحقق منها الملايين ، اما الناشر المصرى فينظر للمبدع فى الكعكة التى فى يده ، ومن يلجأ لهذا البند ، فهو بالتأكيد لم يحقق مكاسب عادلة من بيع الأعمال التى ينشرها .

؟ لماذا قبلت الدار هذا العمل إن لم تجده جيداً ويتساءل زين عبد الهادي

أرباح الدار من النشر وليست من الجوائز ، والقضية كلها تخص الكتاب والأدباء فى المجتمع المصري تحديداً ، لأن أغلبهم لا يعتمد على الكتابة كمصدر للرزق ، ولكى تنتج أدباً جيداً لابد أن تعيش فى مناخ صحى مقبول ولا تلهث وراء لقمة العيش ، وأنا أتمنى أن تأتى اللحظة التى أستطيع التفرغ فيها للكتابة فقط ، وساعتها سوف تعوضنى الجوائز الضخمة بحيث أحيا حياة كريمة ، والتى لو توفرت للكتاب ، لأصبح عندنا ابداع عظيم .

وعن روايته الأخيرة " التساهيل فى نزع الهلاهيل " الصادرة عن مؤسسة شمس للنشر والإعلام والتى تضع هذا الشرط ضمن بنود عقدها، أكد عبد الهادى أنه وافق عليه فقط لصداقته لصاحب المؤسسة وليس ايمانا منه بحق الدار فى ذلك .

وكان الشاعر إسلام شمس الدين مدير وصاحب مؤسسة شمس قد أكد فى رده على ما سبق أن مقاسمة الجوائز ليس بدعة استحدثتها " شمس " ، فالعديد من دور النشر الكبيرة تتعامل بالكيفية نفسها ، ولا أرى فى ذلك إجحافاً أو ظلماً للمؤلف ، فالتعاقد ينص على المناصفة فقط فى حالة أن تتقدم المؤسسة للجائزة .

( القيمة المادية لكل جائزة أدبية تتقدم لها المؤسسة ويحصل عليها الكتاب؛ يتم اقتسامها مناصفة بين الناشر والمؤلف، بينما تظل القيمة الأدبية حقاً أصيلاً لكل طرف حسب ورودها إليه )

ورغم ذلك نحترم حق المؤلف فى رفض هذا البند أو إلغائه ،على أن يتولى هو الترشيح بنفسه للجوائز ، لكن ما صادفنا من اعتراضات لم يكن حول المبدأ نفسه ، وإنما نوع من " الفصال " حول النسبة ، وهو ماحدث مع الروائى سعيد نوح ، وليس صحيحًا أنه سحب الرواية، فقد تقدم بعرض لتخفيض النسبة إلى 25%، ولكننا اعتذرنا له، أي أنه كان موافقًا من حيث المبدأ، لكنه اعترض على النسبة نفسها، فالاعتراضات كلها كانت لأسباب مادية تجارية ، لا مسألة مبدأ. وبشكل عام، فالمؤلف ينظر فقط إلى ما قد يناله الكتاب من مكاسب مادية ويغفل أن للناشر دوراً فى حصوله على تلك المكاسب، عبر مراحل تجهيز الطباعة وتوزيع الكتاب والترويج له، والغريب أن المؤلفين دائمو الشكوى من سوء أحوال الطباعة والنشر، هم يريدون تصحيح الأوضاع دون أن يتحملوا أى أعباء .

وأضاف شمس الدين : ليس لدينا أى نية لإعادة التفكير فى إلغاء هذا البند من عقودنا ، نحن نعتبر هذا بمثابة ( أجر مقابل عمل ) ومن لديه تحفظات من المؤلفين ، بإمكانه التعامل مع دور النشر التى لا تدرج مثله فى عقودها، أو تلك التى لا توقع عقوداً من الأصل ، لكن عليه حينها أن يكف عن الصراخ من سوء الطباعة وغياب دور الناشر، وضعف الدعاية والإعلام والتوزيع. وفي جميع الأحوال؛ فمنذ أن انطلقت شمس لم يحدث مطلقًا أن خاطبنا أي مؤلف أو تقدمنا إليه بعرض لنشر كتاب، المؤلفون يعرضون عليهم مخطوطاتهم ويعلمون بنود سياستنا مسبقًا، ونحن نرحب بالتعامل معهم بما فيه صالح الطرفين.

رحاب الدين الهوارى