عوده 1

فى أثناء ركوبنا الميركوباص، أفتعل بعض الشباب مشادات بين الركاب ومضايقات و توقعت من صديقى أن يغلى الدم فى عروقه كما يفعل دائما ويكربجهم بكلمتين من كلامه يخليهم يتلموا، أما أنا فكنت دائم السرحان ولا أهتم ولكن ما جعلنى أهتم هو ما بعد نزولنا من الميكروباص و صديقى كأنه يكلم نفسه أو يلومها:" تعرف يا طه أنا ما كلمتهمش ليه". سكت لأنى عرفت من نبره صوته أنه يريد أن يتكلم وما على غير السماع. "علشان أنا خطوبنى بعد بكرا وفكرت إزاى هقعد جنب خطيبتى وعينى وارمه". فهمت قصده فقلت بعد فتره صمت طويلة "بس الأمور ما كنتش هتوصل لغاية كدا ... دول عيال هايفه". "ولو كانت وصلت يا طه كنت هعمل إيه!!". ابتسمت وأنا أتذكر مدافعته عن البنت الصغيرة من معاكسات شباب مراهق وكاد الأمر يتحول الى معركة حقيقية وكنت يومها سأروح بين الرجلين لغاية البنت حلتها وفرت مذعورة.

موقف صديقى فكرنى أنه موقف مصغر لما يكون عليه رب أسره يخاف على عائلته.... طب فكروا معايا بطريقه معكوسة ... يعنى لازم أستغل كل قطره حريه قبل ما تقيدنى الحياة ... طب ماله دا ومال الادب... أنا عبد فقير الى الله لم ترضى عنى ألهه الاولمب وتضعنى بين مصاف الادباء وأكتفوا بوصفى مدون ولما يحبوا يرقوني وصفونى بناشط ثقافى ... المهم مش هيا دى القضيه ولا هى موضعنا اللى هنتكلم فيه... القضيه فى جمله تلح على كأنها أستيتس بار على الفيسبوك

أنه لا يهم أن تقول رأيك ولكن الاهم أن يؤثر ويحرك

.... طب إزاى أعمل كدا ... لما أكون حر ... أو بمعنى أدق أن أستغل الحريه التى أتمتع بها الان... لا أنتمى لتيار أدبى (كجماعه) أو أخاف أن يسلخني أحدهم ويطلع القطط الفاطسه فى كتابي أو يقيدنى جميل عمله زميل بمقال نقدى يمدح كتابى فتبقى عبنى مكسورة .... دا مش معناه أنى خايف أطلع كتاب ... دي قضيه تانيه.

الهرتله السابقة دى كلها ليه ... عشان في ناس قالتلى لم الدور يا طه وكشكشها ما تعرضعاش وعاوز تقول رواية وحشه قول بينا وبين بعضيتنا على القهوة وخلى بالك من كلامك فى الندوات وأحذر التدوينات والفيسبوك. بعضهم أصدق فيه الاخلاص فى النصيحة. لكن يا جماعه لو ما عملتش دا دلوقت هعملوا أمتى؟؟؟

وفى سبب أهم

أنى لو سكت هيطلع ناس تتطنط وتقلب الايه وتدعى على نص أدبى وحش أنه حلو، وألاكيد أن الحكاية مش داخل فيها أذواق، لكن يقلبوا الحقيقة وبقدره قادر العيوب يوجدوا لها مبررات وتصبح على أيديهم أمجاد ومزايا وفتوحات فى التجريب والسرد

دا يا جماعه اللي يخلى الدم يضرب فى نافوخى وأشمر سواعدى لمزيد من المعارك وأحرص على عدم حصرها فى نطاق المناوشات ... خلاصه الكلام أن الثلاث الروايات التى جمعتهم فى سله تدوينه واحده ... أن الاوان أن أفرد لكل روايه تدوينه منفصله ... ودا مش حب في العراك لكن لما بسكت بأسمع آراء حمقاء تستاهل الواحد يرد عليها بقوه

نبأ ماركيز

التحقيق الصحفى ليس فقط مساويا للحياه بل هو أفضل من الحياه.

أنه يصلح لأن يكون قصة أو رواية مع الفرق الجوهرى والذى لا يمكن تجاهله وهو أن الرواية أو القصة القصيره يمكن أنتقبل الخيال بلا حدود أما التحقيق الصحفى فيجب أن يكون واقعا حتى آخر كلمه.

مع أن أحد لا يعرف ذلك أو يؤمن بة

جابريل جارسيا ماركيز

هذا هو ردى مقتبس عن ماركيز على من يقول أو يقلل من شأن رواية "نبأ /خبر أختطاف"، وأضيف أن أخر جملة فى الرواية - أو التحقيق الصحفى، سيان لأننا لا نعيش فى كولومبيا ويظل كل ما حدث بالنسبة لنا مجرد خيال، وحتى لو عرفنا جزء واقعى من الإحداث فلن نعرف الجزء الخيالى من المؤلف – قالتها البطلة الرئيسية (ماروخا باتشوى):

" يا للفظاعة! كأن هذا كله قد حدث من أجل تأليف كتاب"

وهى تشير الى كافه الاحداث التى مرت بها فى زمن الرواية

مع أن أحد لا يعرف هذا أو يؤمن به لأننا لا نملك أحدا يكتب التحقيق الصحفي فى براعة أديب والوحيد الذى أقترب من ذلك هو صلاح عيسى فى

"رجال ريا وسكينه" و "مثقفون وعسكر" .