هل الفوضى معادله نعثر لها على حل فتتحول، ببساطه، الى نظام؟

لقد قرأت مقال د.زين مرتين على الأقل حتى أكتب هذا الكلام ولكني كونته فى ذهني مرات ومرات لكي ألقى به فى ندوه أو حوار أدبى. مقال د.زين عبد الهادى صاحب رواية من الروايات التي ألتزمت بالبناء الروائى العتيد إلى درجه المعمار الهندسي بالفصول وعدد الصفحات وهى "دماء أبوللو" كانت فى جريده العرب الاسبوعى


أستخدم فيها دبلوماسيه المثقفين لكي يمرر لنا تعاطفه مع فركشة حمدي أبو جليل فى روايته المرشحه لجائزه بوكر العربيه "الفاعل". الفرشكه سواء قصد التبرير لها أو ضدها أو حتى تحليلها من وجهه نظر البناء العكسى ليست هى هدفى من كتابتى الان، أى أنى لن ولم أرد على د.زين الان أو حتى هنا.

تشغلني منذ فتره حرفه الكتابة، وأنعم بإمكانيه أن أشم مجهود الكاتب فى كتابته لعمله الادبى

أولا : شخصيه الفاعل أو عامل البناء الذى يهوى حمل الرمال هى شخصيه داخل عمله السابق "لصوص متقاعدون" ونتفق أنى لا أتصيد عيوب ولا أطمح بذلك بعدى أولا وثانيا وثالثا.

ثانيا: بغض النظر عن الفركشه والتى تمثلت فى ذهنى عند قرائه الرواية بأوراق الكوتشينة تستطيع أن تخلطها كيفما تشاء وتبقى صالحه للعب، فالنقطه هنا هل هى صالحه للعب حقا أى صالحه لتكون روايه وليست مجرد أوراق كوتشينة متناثرة؟

حمدى يقول فى نهاية الرواية انه كان يود لو كتب رواية ولكنها ظهرت هكذا أى وضع لنفسه بناء أخر للروايه وهى ((محاوله صنع رواية))

ثالثا: فى رواية "كرياليسون" الصادر عن دار الدار لهاني عبد المريد قالت ناقده أن كل الحكايات التى تضمها الرواية وكافه الحوادث مبتورة وغير مكتمله وفسرت ذلك أن بنية الرواية بالكامل يخدمها هذا الأسلوب وبنية روايه كرياليسيون هى بنية التذكر حيث البطل محبوس ويحاول أن يتذكر الحوادث التى مر بها ووضعته فى هذة الظروف، ولكن – حتى لا نعود الى هذه النقطة – البنية الغير تقليديه والتي لمستها الناقدة تلم وتشمل كل النص بين دفتي الكتاب.

رابعا: هل يكفى هذا عذر لحمدي ابو جليل أن يكتفي بهذة الاشاره الغامضة لكي ينبهنا لوجود بناء أو فالنقل خيط يجمع أوراق كوتشينته، أنا لا أتحدث هنا عن مدى متانة البناء أو جودته، أنا أيضا لا أتحدث صلاحية الخيط كبناء واهى، بل أقصد هل هذا مسوغ للكاتب بعد أن كتب أوراق متناثرة أن يلوح لنا بحل ليعطى لنا عذر ولا نعتبرها سيره ذاتية أو مجرد نصوص؟

ظل هذا السؤال يشغلني كثيرا!!!

خامسا: قرات روايتين ووجدت فيهم نفس هذه الاشكاليه وهم أيضا صادرتان عن ميريت:

الاولى: هى روايه منى برنس "أنى أحدثك لترى" التى تحكى فيها علاقه رومانسية بين البطلة (عين) والبطل (على) والتي ليس فيها أي نوع من أنواع الدراما -(دعك من أنها مليئة بالجنس أو تناثر بعض الأقاويل فى وسط البلد تستنكر فضحها لنفسها) - وهى تعي ذلك (أقصد الساردة) فتقول في موضع من الرواية أنها عندما أعادت قرائه ما كتبته وجدت هذا العيب الذي هو عدم وجود بناء درامي فتعتذر للقارئ أن يصبر معها قليلا عسى أن تدركها الدراما مع الكتابة و في موضع آخر تقول أنها عثرت على هذا الرأي عند إحدى صديقاتها فقالت لها إذا لم تعجبك لا تكمليها أو أعطيها لي وسوف أعيد كتابتها مره ثانيه وبصياغة ثانيه وممكن تحولها إلى قصيده نثر ( لاحظ أن منى برنس كانت عضوه في جماعه الجراد الشهيرة في التسعينات). ظهر نفس السؤال هل بملحوظاتها هذه تلوح لنا بحل بوجود بناء درامي بشكل مغاير عن المتعارف عليه؟

الرواية الثانية: هى "وداعا أيتها السماء" للكاتب حامد عبد الصمد، فى أول 25 صفحه تجد سرد سريع ومرتبك مختلف عن الاسلوب والسرد عن بعد ذلك، ثم بعد ذلك يبتدى الحكى من سفره لألمانيا وعوده الى القريه ثم رجوعة الى عواصم العالم، والكتاب كله- فى رأيى الشخصى- مجرد حكى مثله مثل "الفاعل" و "أنى أحدثك لترى" ، ثم يقول قبل فصل النهايه بما يشبه الاعتذار للقارئ عن أسلوبه فى الصفحات الاولى لأنه يريد أن يلم حياته كلها فى عجاله (أعذروني لا أتذكر تعبيره جيدا)

وظهر نفس السؤال: هل الفوضى معادله نعثر لها على حل فتتحول،ببساطه، الى نظام؟؟

السؤال الاكثر خطوره

هل يخدعنا الكاتب بوجود حل حتى يهرب من المحاكمة ؟؟

أنا لا أقصد بالمحاكمة هي أن ننصب له تصنيف أو ما الى ذالك،

بل أقصد محاكمته أمام نفسه ومدى شعوره بالافلات

من أسر البناء التقليدى بوضع "أى حل والسلام"

سادسا: فى الطوف الحجرى لسرماجو صنع فوضى حقيقية فى بداية الروايه : امرأه تخط بعصا على الأرض ورجل يرمى حصى فى البحر وكلاب لا تنبح و...و...،لكنه فى لحظه يلضم فوضها فى بناء محكم ويكمل روايته عن الارض التى انفصلت عن القارة. ولكن فعل سراماجو كان متناسب مع مجمل الروايه كما فى روايه هانى عبد المريد

سابعا: مازلت أفضل البناء والمعمار وأنفر من النصوص وقصيده النثر

هذه التدوينه كانت منشوره على الفيسبوك ولو كنت من أصدقائى فسترى التعليقات

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق