الثورة مستمرة فى مكتبة الأسكندرية



لأن عمر حاذق نموذج سليم وقوى وحقيقى للمثقف، الذى يحمل هموم الثقافة ويحارب من أجل النيل لها من الفاسدين
أحي هذا الرجل، وأناصرة


عمر حاذق يكتب: صناعة الكذب... الوثائق السرية لسراج الدين رجل الهانم (1)

 نشر فى الدستور الأحد 12 فبراير 2012 - 

عمر حاذق

نعم.. أنا من العاملين بمكتبة الإسكندرية، وأفخر بانتمائي لها بقدر ما أشعر بالعار من أن مدير مؤسستي العظيمة هو سراج الدين ومن معه من الفاسدين والفاسدات. فسراج الدين؛ الرجل البالغ الذكاء الذي يلعب بالبيض والحجر والثورة وأعدائها، تفوته أخطاء بسيطة أيضا فيسقط ويفتضح من حيث لا يحتسب. فات سراج الدين أن في حاشيته المقربة بعض الخونة الذين أرسلوا إليّ مستندات وإيميلات سرية خطيرة دون كشف هوياتهم. حين بدأتُ أنشر مقالاتي المعارضة لإدارة المكتبة في مارس الماضي، لم أتوقع أن تسير الأمور بهذه الطريقة. بدأتُ بإرسال إيميل خاص لسراج الدين أرجوه بأدب جم أن يحقق بصرامة في وقائع الفساد بالمكتبة وأن يحاسب الفاسدين، وحين غضب من رسالتي بدأتُ أنشر مقالات لنقده فكان رده إنهاء عملي بالكتبة، متفرغا للتنكيل بمعارضيه من العاملين حتى قامت ثورتنا ضده يوم 26 أكتوبر الماضي، فأعادني مقهورا (بأمر الثوار) للعمل مع زملائي المنكل بهم. بدأنا اعتصاما ووقفات احتجاجية بساحة المكتبة مستمرة حتى الآن لما يزيد عن المائة يوم في شتاء الإسكندرية الرهيب، وتضامن معنا مثقفون وإعلاميون كبار، ونحن مذهولون من تمسك المجلس العسكري به رغم تضحيته بالكثير من فلول النظام واستبدالهم بفلول آخرين، بينما سراج الدين يتفنن في وسائل تفريق صفوفنا بإغراء بعض قياداتنا بإعادة هيكلة إداراتهم وترقيتهم ترقيات كبيرة فينقلبون ضدنا وتتم ترقيتهم فعلا، مع سيل من الوعود الكاذبة بإصلاحات داخلية، ثم سلسلة من التنكيل بالمعتصمين وخصم مبالغ كبيرة من مرتبات ما يزيد عن 200 معتصم، وتحويل بعضهم لتحقيقات تعسفية؛ مثلا: تم إيقاف أحد زملائنا عن العمل بسبب تحقيق داخلي تافه بينما يعمل اثنان من كبار المديرين الخارجين من نيابة الأموال العامة بكفالة مالية باهظة! ومن حين لآخر يستقيل أحد كبار مديري سراج بسبب فضيحة وصاحبنا كأنه في عالم آخر. دعك من كل ذلك، فثورتنا مستمرة مادمنا أحياء؛ لكننا فهمنا الآن وبوضوح سر تمسك العسكري بـ"سراج الهانم"، فربنا أحيانا يجعل سره في أضعف خلقه، فبمجرد أن بدأتُ نشر مقالات تثبت فساد الإدارة بدأ بعض المصريين الأحرار يرسلون لي وثائق مهمة للغاية عن فساد سراج الهانم، ثم جاءت الضربة القاضية حين أرسل لي الخونة فضائحه السرية.


ففي الوقت الذي كان فيه يصارع أمواج الثورة ليركبها، ويعلن عن فعاليات لتمجيد الثورة والشهداء ومسابقة فنية كبرى لإقامة نصب تذكاري للشهداء بساحة المكتبة ويستضيف شباب الثورة.... في هذا الوقت كانت الإيميلات السرية على أشدها بينه وبين المرأة الحيزبون "علية البنداري" نائبة سوزان وذراعها الخفية ومهربة أموالها من سويسرا وبطلة الفضيحة المدوية حين اكتشف النائب العام السويسري أن الهانم صاحبة الحق هي وسراجها في توقيع شيكات حركة سوزان مبارك الدولية للمرأة، وأنها هي المتحكمة مع نائبتها في رصيد الحركة الذي تكوّن من تبرعات بلغت مليار و200 مليون دولار. ومؤخرا قامت علية البنداري بتهريب 191 مليون دولار كدفعة أولى، وذلك بتحويلها لأحد بنوك بنما لمدة 72 ساعة ثم تحويلها لأحد بنوك جزر الكيمون، ليختفي أثر الأموال بعد ذلك؛ وهذا ما أثار النائب العام السويسري. علية البنداري هذه هي نائبة سوزان وسراج الهانم هو أمين صندوق الحركة وعضو مجلس إدارتها كما أثبتت المستندات السرية التي وقعت بأيدينا!! تخيلْ. سراج الدين عضو في شبكة كبرى تلمع الهانم وتغسل أموالها.

في سلسلة إيميلات تبادلتها علية البنداري وابنتها رشا وسراج الهانم (يومي 17 و18 فبراير 2011)، تبدأ رشا بإخبار سراج الدين بأنه بعد مناقشات مع أمها علية حول مقالات نُشرت في صحف سويسرية كبرى تهاجم سوزان مبارك، فإنهما ترسلان له بيانا صحفيا مقترحا للدفاع عن سوزان ومصادر تمويلها، وتقولان له بأن البيان ليس ردا على مقال بعينه، بل لتوضيح صورة السيدة الأولى (هكذا تتحدثان عن سوزان: السيدة الأولى، حتى بعد الثورة) ثم تشرح له بأنه سيوقع على البيان علية البنداري وآن ماري ليزين ود. بطرس غالي وسراج الدين إذا أراد، وأنه سيتم إرسال البيان للصحافة السويسرية وإرسال ترجمته الإنجليزية للصحافة الناطقة بالإنجليزية. فيرد عليهما شاكرا ممتنا ومبديا إعجابه بالبيان الصحفي، رافضا (وهو الداهية الحريص) أن يوقع لأن البيان الصحفي لا يحتاج لأي توقيعات عليه. طبعا فكّر سراج بأنه ربما يقع البيان في أيدينا فنفضحه كما يحدث الآن. في نفس الإيميل يؤكد لهما سراج الدين بأنه حاول في الليلة السابقة أن يتصل بعلية البنداري لكنها لم ترد عليه. ثم ترد عليه رشا ردا كاشفا عن فلسفة الفاسدين جميعا، فتقول له بأنهما فكرتا وقرّرتا أن الأفضل في الوقت الراهن هو الاختفاء وعدم القيام بأي عمل يلفت الانتباه إليهم، لأن الموج عالي، وبالتالي لن تقوم رشا وأمها الحيزبون بنشر البيان الصحفي الآن. العجيب أن عواطفهما تفيض على سراج الدين بالعطف والحنان الذي يغمر الإنسان دائما حين تقسو عليه الحياة وتحاصره الأزمات، فتقول له رشا بأنهما تتمنيان له الأفضل دائما، وأنهما معه تماما في هذه الأوقات الصعبة، وتطلبان منه أن يهتم بنفسه وأن يكون حذرا.

هل تعلم الآن أن معهد دراسات السلام كان قبل الثورة يتبع حركة سوزان مبارك الدولية للمرأة وكانت تستضيفه المكتبة، وكانت سوزان رئيسته وسراج الدين مديره، وبعد الثورة ووفقا لوثيقة أخرى أرسلها الخونة موقعة من علية البنداري، فقد استقالت سوزان وتم انتخاب علية البنداري نفسها رئيسة للمعهد والسيدة إيمان صدقي مديرة للمعهد. بعد ذلك أصبح المعهد مركزا من مراكز المكتبة.

من المستندات أيضا رسالة رسمية من المكتب الفيدرالي السويسري مؤرخة بيوم 1 مارس 2011 يقول له المكتب بأن سراج أرسل له رسالة بتاريخ 21 فبراير 2011 يشرح له بأن حركة سوزان مبارك الدولية للمرأة لا تمت بصلة لشخص سوزان مبارك، فلا داعي لتجميد أرصدة الحركة، ويطمئنه المكتب بأنه فعلا تم اعتبار الحركة منفصلة عن شخص سوزان فلم يتم تجميد أرصدتها. نحن نعلم طبعا أن هذا الكلام غير صحيح لأنه وفقا لوثائق أخرى وقعها سراج الهانم، فقد كانت سوزان صاحبة التوقيع الأول على شيكات الحركة وهو صاحب التوقيع الثاني، وبعد الثورة أصبح هو صاحب التوقيع الأول معها، ليوقع هو بعد اختفائها في شرم.

لا أخفي عليك عزيزي القارئ أنني أشعر بقرف لا حدود له. لقد نشرتُ سلسلة مقالات مدعومة بالمستندات تثبت الفساد المالي والإداري وإهدار عشرات الملايين من أموال الشعب في وقائع فساد مشينة، ولم ترد إدارة المكتبة بكلمة، كما استمر المجلس العسكري في سياسة مبارك "طنشْ تعِشْ تنتعشْ"، بل كافأ سراج الهانم بتجديد الثقة فيه وتوليته مناصب جديدة مهمة، كما استمر النائب العام في حماية رجال مبارك والهانم، فلم تعلن نيابة الأموال العامة حتى الآن أي نتائج تخص سراج الدين رغم تقديم 103 بلاغات ضد إدارته منذ فبراير 2011. أريدك أخي القارئ أن تعرف أن شبابا مصريين أحرارا يعملون بالمكتبة ويواجهون ظلما غاشما وحربا شعواء لأنهم يريدون تطهير هذه المؤسسة العظيمة من الفاسدين ورجال الهانم المخلوعة، وأننا فضحنا فساد إدارتنا فضحا رهيبا دون أن يتحرك أحد من المسئولين، لكننا مستمرون رغم كل شيء. ادعُ لنا إذن.

نحن نحب هذا الوطن الجميل ونريد تطهيره.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق