الأقتصاد الإبداعى: مسقبل أفريقيا، الى أين؟ بقلم تيتوس كالوكى

تساءل العديد منا دائما ما هو الإبداع، وكيف يمكن قياسه. ما هو معيار الأبداع وكيف يمكن للمرء القول بأن هذا إبداع أم لا. قدم فريق محترم من الخبراء الذين عملوا فى مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية (الأونكتاد) تعريفًا لهذا المصطلح.
وفق تعريفهم، الإبداع يشير إلى صياغة أفكار جديدة، وإلى تطبيق هذه الأفكار لإنتاج أعمال أصلية من المنتجات الفنية والثقافية، والإبداعات الفنية والاختراعات العلمية والابتكارات التكنولوجية. كما نضع في الأعتبار إن مصطلح الأصالة يتضمن إعادة صياغة الأفكار القديمة إلى وسائل جديدة لتنفيذها. ظهر مصطلح "الاقتصاد الإبداعي" في عام 2001 في كتاب جون هوكينز حول العلاقة بين الإبداع والاقتصاد. ومع ذلك، فـ"الاقتصاد الإبداعي" هو مفهوم لا يزال يتشكل.
مع أخذ ذلك في الاعتبار أننا يمكن طرح مختلف أنواع الإبداع. لدينا الإبداع الفني الذي ينطوي على الخيال والقدرة على توليد أفكار جديدة وطرق جديدة لتفسير العالم، ممثلة في النصوص والصوت والصور. الإبداع العلمي ينطوي على الفضول والرغبة في التجربة وإجراء اتصالات جديدة في حل المشكلات. الإبداع الاقتصادي هو عملية ديناميكية تؤدي إلى الابتكار في مجال التكنولوجيا، والممارسات التجارية والتسويق وغيرها، ويرتبط ارتباطا وثيقا لكسب ميزة تنافسية في الاقتصاد.
الاقتصاد الإبداعى هو مفهوم متطور مبنى على الأصول الإبداعية المحتملة لتوليد النمو الاقتصادي والتنمية. الأقتصاد الإبداعى يمكنه تعزيز الدخل وخلق فرص عمل وعائدات التصدير في الوقت الذي يشجع فيه على الاندماج الاجتماعي والتنوع الثقافي والتنمية البشرية، فإنه يشمل الجوانب الاقتصادية والثقافية والاجتماعية التي تتفاعل مع التكنولوجيا والملكية الفكرية والأهداف السياحية، وهو أيضا مجموعة من المعارف والأنشطة الاقتصادية القائمة مع البعد التنموي والروابط المشتركة بين القطاعات على المستويين الكلي والجزئي للاقتصاد الشامل، وهو خيار ممكن للتنمية يدعو للإستجابة للسياسات المبتكرة متعددة التخصصات والعمل المشترك بين الوزارات في قلب الاقتصاد الإبداعى هو الصناعات الإبداعية.
الصناعات الإبداعية التي تندرج تحت الاقتصاد الإبداعي تشمل : الإعلان، والهندسة المعمارية والفن وسوق التحف والصناعات الحرفية والتصميم والموضة والسينما والفيديو والموسيقى والفنون المسرحية والنشر والبرمجيات، والتلفزيون والراديو والفيديو وألعاب الكمبيوتر. في بداية القرن الحادي والعشرين، مثْلت الطبقة المبدعة ما يقرب من ثلث القوى العاملة في الولايات المتحدة الأمريكية والقطاع الإبداعي مثْل ما يقرب من نصف جميع الأجور والرواتب في البلاد، حوالى 1.7 تريليون دولار أمريكي قدر قطاعات الصناعات التحويلية والخدمات مجتمعة.
لتحقيق هذا النوع من النجاح فالمحرك الرئيسى للاقتصاد الإبداعي؛ التكنولوجيا، والسياحة وتشجيع الطلب عليهم. تلاقي الاتصالات والميديا مكن المحتوى الإبداعى من سهولة إنشاؤه وتوزيعه على أوسع نطاق ممكن. معظم الناس مستعدون للتمتع بالمنتجات الثقافية الأخرى والتفاعل الثقافي دافعين الطلب عليها من خلال السياحة. كانت أوروبا وحدها في عام 2004 تجذب 417 مليون سائح بينما أفريقيا تجذب 33 مليون سائح . هذا التفاوت إلى حد كبير بسبب المدن ومنتوجات الإبداعية في أوروبا التى تعج بالمتاحف والفن ومراكز الأزياء والعديد من السلع والخدمات الأكثر إبداعا.
ما الذي ينبغي عمله لأفريقيا لتحقيق الشيء نفسه؟ دعونا نبحث فى ورقة من تلك الاقتصادات التي تمكنت من تحقيق نجاح مفهوم. رأت الصين في إنشاء مناطق إبداعية مثل حي كولون على مساحة أكثر من 40 فدانا، ومكرسة للإبتكار والإنتاج. استقطبت فيها أفضل العقول المبدعة والشركات.
القطاع الإبداعي بسبب ارتباطه الثقافي يحصل على مزيد من الالتزام والمهارة من العاملين به لأنهم يشعرون بأنه يتعلق بهم بشكل خاص ويحققون من خلالة قدر أكبر من إشباع الذات. الصناعات الإبداعية مكنت من النهوض بالمساواة بين الجنسين، فيمكن للمرأة أن تشارك في صنع الحرف اليدوية وغيرها من المنتجات وذلك لتمكينهن اقتصاديا. ولذلك، فإن التعاون بين الحكومة ومنظمات المجتمع المدني لتعزيز هذا القطاع بشكل كبير. على الصعيد العالمي، ينبغي أن يكون لدينا تكنولوجيا تصل الى المساواة مع الأفضل؛ ليس الإعتبار فى كيفية ترتيب البلدان الغنية عن معظم البلدان الأفريقية، بل فى التسامح والانفتاح  الهامين للابتكارات الإبداعة والخدمات لتحقيق مكاسب اقتصادية. بدون تقبل السكان لمفهوم بيع الإبداع فهذا أمر صعب.  هذا يعنى أن التعليم وسيلة لإشراك الإبداع في المحتوى والتقييم.
انها ليست صورة قاتمة، ففي عام 2004 ساهمت أفريقيا بـ 1 ٪ فقط فى الاقتصاد الإبداعي العالمي، وكما يتضح من بعض المبادرات مثل جمعية الفنون الإبداعية بحيرة فكتوريا ونيانزا LAVINCA والتى أُنشأت في عام 1999، فإن الهدف من LAVINCA هو تشجيع وخلق الوعي بالفنون والثقافة الكينية. ويتضمن برنامجها مشاريع تهدف إلى جلب الفنانين الفقراء معا وتوفر لهم فرص لتبادل الأفكار والخبرات. كما تم تأسيس جمعية لمعالجة القضايا الاجتماعية التي تؤثر على الشباب في كينيا مثل التسرب من المدارس والفقر، وتعتزم الجمعية وضع آليات من شأنها أن تحسن نوعية حياتهم. الـمنظمة الغير حكومية متخصصة في عمل الباتيك والفنون البصرية ، فنون النحت(النقش)، والحلي.
لذا ، هناك حاجة إلى اتباع نهج مشترك بين الوزارات من قبل الحكومات الأفريقية لتعزيز هذه الصورة الذهنية الاقتصادية التي هي صديقة للبيئة ومستدامة واجتماعيا وثقافيا رفع خلق الثروة وخلق فرص عمل غير محدودة. من المهم بالنسبة للاعبين الصغيرة والأفراد للنظر في خلق أفكار جديدة ، والسلع والخدمات ، والتخلي ببطء عن الأمن الزائف  التى تقدمه الاقتصادات المدمرة التقليدية التي نهب الموارد الطبيعية مثل التعدين والخشب ، الخ.
ونحن مع الحقوق السياسية والاجتماعية الموجهة للمستقبل أكثر إشراقا.

 
النص مترجم من مدونة أرتيريال نت ورك   
وهو أول نص غير إبداعى أترجمة وأنشرة.. لأنى أعجبت بمحتواه ويفيدنى فى المشروع الذى أعمل علية الأن

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق